"قلعة جعبر" معلم أثري وتاريخي على ضفاف نهر الفرات

تعد قلعة جعبر قيمة أثرية تاريخية تمثل شاهداً على تاريخ سوريا العريق، وتعد من أشهر المعالم في إقليم شمال وشرق سوريا.

براءة جالي

الطبقة ـ تعتبر قلعة جعبر معلم تاريخي ذو أهمية استراتيجية وسياحية كبيرة، بُنيت على هضبة فوق نهر الفرات، وتتميز بموقعها الحالي كشبه جزيرة وسط البحيرة، مما يجعلها لوحة طبيعية وتاريخية رائعة، ومقصداً للزوار من إقليم شمال وشرق سوريا.

اشتهرت قلعة جعبر بأنها حصن دفاعي هام عبر العصور، وتضم آثاراً معمارية قيمة مثل مئذنة مسجدها العتيقة، وأضاف النفق المُحفور في الصخر روعة للقلعة، مُقدماً شهادة على موهبة مُصمميه ومُشيديه وتعبر عن مهارات البناء والتصميم في العصور الوسطى.

كما أن القلعة موقعاً هاماً للدراسات الأثرية، حيث تقدم معلومات قيمة عن العصور الوسطى في سوريا، وتوفر فرص لدراسة العمارة والتاريخ في المنطقة، وتقع على بعد مسافة قصيرة من سد الفرات ومدينة الرقة، كما أن الطرق المؤدية اليها وعرة كونها منطقة جبلية.

بُنيت في القرن الثاني عشر الميلادي وتحديداً في عام 1168م على هضبة تقع فوق ضفاف نهر الفرات في مقاطعة الطبقة خلال فترة حكم الدولة الأيوبية، تم بناؤها تحت رعاية جعبر بن سابق القشيري، وتبلغ أبعاد القلعة 320م × 170م ويحيط بها سوران ضخمان يحيطان بمنشأت القلعة، وفي وسط القلعة تم تشييد مسجد مئذنته شامخة حتى اليوم.

وتعرضت القلعة للإهمال، خاصة منذ بداية الأزمة السورية، أُلقي على القلعة ظل من الظلام مع ظهور داعش الذي استولى عليها وحولها الى سجن مركزي، واستخدمها لأغراض عسكرية، وفي عام 2017 حررت قوات سوريا الديمقراطية القلعة معيدةً لها أهميتها.